ما الفرق الحقيقي بين المصلي وغير المصلي في الدنيا ؟؟
سؤال اثاره عقلي فتعجبت منه وبحثت له عن الإجابة فكــــــانت !!
:: كلام المولى في كتابه الكريم عامة ًوفي سورة المعارج خاصةً ::
إنه إن لم يكن هناك فرق كبير جداً في كل جوانب حياة الإنسان ، بدءاً من عقيدته ، ومروراً بنفسيته ، وانتهاء بوضعه العام ، فمعنى ذلك أن الذي يصلي لم يقطف ثمار صلاته ، نحن نتحدث عن علو الهمة .
تقريباً : معظم المسلمين يصلون ، لكن ما الفرق الدقيق بين من يصلي ومَن لا يصلي ؟ ليس الفرق أن هذا ناج أو هذا غير ناج ، هذا موضوع متعلق بالآخرة .
أنا أريد الفرق في الدنيا ، حينما تلتقي بإنسان مصلٍ ، وتلتقي بإنسان لا يصلي ، هل تجد فرقاً كبيراً ؟ أو لو جلست مع اثنين ، ولا تعلم أيهما يصلي ، هل تكشف من الذي يصلي ؟
1 ـ غير المصلي هلوع خائف :
نحن في علو الهمة ، الحقيقة هذا السؤال أجاب عنه القرآن الكريم في سورة المعارج ، فقال تعالى :
( إن الإنسان خلق هلوعاً )
[ سورة المعارج : 19]
وقد قال العلماء : حيثما وردت كلمة إنسان معرفة بـ ( أل ) فهو الإنسان قبل أن يؤمن :
( إن الإنسان لظلومٌ كّفار ) [ سورة إبراهيم : 34]
إن الإنسان خُلق في أصل خلْقه هلوعًا ، في أصل فطرته ضعف خلقي لا ذنب له به ، هكذا جبله الله ، هكذا خلقه الله ، هكذا فطره الله :
( إن الإنسان خلق هلوعاً )
شديد الخوف ينخلع قلبه لشبح مصيبة ، لتقرير طبي ينبئه بمرض عضال ينتهي به إلى الموت
يخاف على وجوده ، يخاف على سلامة وجوده ، يخاف على كمال وجوده ، يخاف على أهله ، يخاف على أولاده ، أي في أصل خلقه خوف شديد :
( إذا مسه الشرُ جزوعاً ) [ سورة المعارج : 20]
2 ـ غير المصلي جزوع مضطرب :
ينهار ، يضطرب :
( وإذا مسه الخير منوعاً ) [ سورة المعارج : 21]
3 ـ غير المصلي جزوع مضطرب :
إذا مسه الخير يقتّر على من حوله ، قد ينفق على نفسه الملايين المملينة ، أما على غيره فيعطي أقلّ مما ينبغي .
ما الفرق بين الذي يصلي والذي لا يصلي ؟ قال تعالى :
( إن الإنسان خلوق هلوعاً * إذا مسه الشر جزوعاً * وإذا مسه الخير منوعاُ *إلا المصلين )
سورة المعارج
من صفات المصلّي :
ـ المصلي لا يخاف .
ـ واثق من أن الله لا يضيعه .
ـ واثق من أن الله لا يتخلى عنه .
ـ واثق من أن الله يدافع عنه .
ـ واثق من أن أمره بيد الله لا بيد خصومه ، لا بيد الأقوياء :
( فكيدوني جميعا ثم لا تنظروني * إني توكلت على الله ربي وربكم مامن دابة إلا أخذٌ بناصيتها
إن ربي على صراطٍ مستقيم )
سورة هود
المصلي يرى أن أمره بيد الله وحده ، وأن الله يعلم ، يعلم سره وجهره ، يعلم نياته الطيبة ، يعلم استقامته ، يعلم عمله الصالح ، وأن الله لا يضيعه ، ولا يستوي المحسن مع المسيء .
مثلاً :
( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )
[ سورة الجاثية : 21]
ـ أريد أن أؤكد أنك إذا كنت تصلي حقيقةً فلا يمكن أن تصاب بهذه الأمراض التي هي في أصل خلقك ، شدة الخوف ، الانهيار ، الكآبة .
انتشار مرض الكآبة في غير المصلين :
والله أيها الإخوة ، يكاد مرض الكآبة يكون أكثر الأمراض انتشاراً في الذين لا يصلون ، يشكون مرض الكآبة ، الخوف ، القلق لأنه لا يصلي ، لأنه لا يعلم أن الأمر بيد الله ، لأنه لا يعلم أن الله عز وجل هو الفعال :
( وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد* فعّال لما يرد )
[ سورة البروج]
هو يرى الشركاء هم الفعالون ، يرى الأقوياء بيدهم مصير بلادنا ، بيدهم اقتصادنا ، يروجونه أو يضعفونه ، بيدهم استقرارنا ، يقلقوننا ، أو نستقر إذا انبطحنا أمامهم ، هذا الشعور مستمر ، فلذلك المصلي يجب أن يكون معافى من هذه الأمراض ، القلق ، توقع المصيبة ، توقع الشر .
واللهِ تجلس مع إنسان من شدة ما هو خائف ومنقبض ، ومعه كآبة شديدة لا تستطيع بعد حديثه أن تقف :
(إن الإنسان خلق هلوعاً * إذا مسه الشر جزوعاً )
سوداوي ، متشائم ، قلق ، محبط ، يائس ، الآن في أكثر المجالس كلام يسميه بعض المثقفين جلد الذات ، أينما جلست نتهم أمتنا ، نتحدث عن تخلفنا ، نتحدث عن ضعفنا ، نتحدث عن انقساماتنا ، هذا من ضعف إيماننا ، هذا من ضعف اتصالنا ، قلة قليلة قلبت موازين المنطقة بخلاف جميع القوانين ، بخلاف المعطيات الثابتة ، بخلاف ما ينبغي أن يكون ، إذاً : الله موجود ، الله فعال ، الأمر بيده :
( الله خالق كل شي وهو على كل شي وكيل ) سورة الزمر : 62]
( له الخلق والأمر ) [ سورة الأعراف : 54]
(وهوالذي في السماء إلهُ وفي الأرض إله ) [ سورة الزخرف : 84]
مادام هناك تشاؤم ، وسوداوية ، ويأس ، وإحباط ، وقلق ، والمسلمون انتهوا ، أعداؤهم أقوياء ، الإعلام بيد أعدائهم ، والمال بيد أعدائهم ، ومقدرات الأرض بيد أعدائهم ، والتحالفات ضدهم ، هذا الشعور شعور إنسان لا يصلي .
تطمينات وضمانات الله للمصلي العابد :
1 – عدم تعذيبهم :
أما حينما تتصل بالله فلك عليه حق ، الله عز وجل أنشأ للمؤمن حقاً عليه :
(( يا معاذ ، ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ قال : الله و رسوله أعلم ، ثم أجابه قال يا معاذ حق العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم )) .
[ متفق عليه عن معاذ ]
تطمين آخر :
2 – التسليم بالقضاء والقدر :
( قّل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) [ سورة التوبة : 51]
تطمين ثالث :
3 – عدم الخوف والحزن :
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة آلا تخافوا ولا تحزنوا )
[ سورة فصلت : 30]
4 – الحياة الطيبة :
تطمين رابع :
( من عمل صالحاً من ذكراً أو انثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياةً طيبة )
[ سورة النحل : 97]
هذه التطمينات أقوى من كل شيء ، أقوى من كل ظرف ، أقوى من كل معطيات ، أقوى من كل ظروف .
ما لم يكن هناك فرق صارخ بين من يصلي ومَن لا يصلي فلن نقطف ثمار الصلاة ، إنها صلاة جوفاء .
الآية :
( إن الإنسان خلق هلوعاً ) [ سورة المعارج : 19]
هلوع في أصل خلقه ..
الفروق النفسية العامة بين المصلي وغير المصلي :
كان هناك أخاً مؤمناً طبيباً ، توفاه الله ، أصابه مرض عضال ، وهو أعلم الناس بأخطار مرضه ، هو أعلم الناس أن أجله قريب ، نزوره أحياناً ، تفاؤله عجيب ، رضاه بقضاء الله وقدره لا يصدق ، وإنسان بكامل صحته ، بكامل دخله الفلكي ، كامل معطيات الأمور لصالحه ، يشعر بقلق وخوف ، فالفرق الكبير الصارخ بين من يصلي ومن لا يصلي أن الذي يصلي متماسك ، متوازن ، معنوياته عالية ، ثقته بالله كبيرة ، متفائل ، يرى أن الأمر بيد الله ، ألم يقل أحد العلماء : " ماذا يفعل أعدائي بي ، إن أبعدوني فإبعادي سياحة ، و إن حبسوني فحبسي خلوة ، وإن قتلوني فقتلي شهادة ، فماذا يفعل أعدائي بي ؟
كلما ضاقت الشخص بالصفات ضاق الموصوف :
ولكن كما ذكرت فيما أعتقد سابقاً : قد تقول : مصلٍّ ، يوجد مليار وخمسمئة مليون يصلون ، لكن هؤلاء المصلون لهم صفات ، وقد قال المناطقة : الصفة قيد .
للتوضيح : قُل : إنسان ، ستة آلاف مليون ، أضف إليها كلمة مسلم ، مليار ونصف ، أضف إليها كلمة عربي ، كم مليونا ؟ ثلاثمئة مليون ، أضف إليها كلمة مثقف ، أضف إليها كلمة طبيب ، أضف ، أضف ، كلما أضفت كلمة ضاقت الدائرة ، الآن :
معنى : عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ
( الذين هم على صلاتهم دائمون ) سورة المعارج
أي لا ينامون ؟ لا يأكلون ؟ لا يعملون ؟ لا يذهبون إلى أعمالهم ؟ لا ليس هذا هو المعنى ، هو يصلي الصلوات الخمس ، لكن بين الصلاتين مع الله ، بين الصلاتين مع الله بالدعاء ، مع الله بالاستغفار ، مع الله بالابتهال ، مع الله بكل جوارحه ، هذا معنى : d]دَائِمُونَ] .
من الصفات المادية الحسية للمؤمن :
الإنفاق :
يؤدون زكاة أموالهم عن طيب نفس!!
( والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم )
[ سورة المعارج ]
موقف المصلي من يوم القيامة :
المؤمن قبل أن يفعل شيئاً ماذا أجيب الله يوم القيامة لو سألني ؟ قضية الدار الآخرة والموت والحساب والعذاب لا تبتعد عن ذهنه إطلاقاً :
( والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون )
[ سورة المعارج ]
كل كلمة تضيق الدائرة ، هؤلاء الذين يصلون ، وهذه صفاتهم ، لا يعيشون حالة الهلع ولا الجزع ، وإذا مسهم الخير فهم كرماء ، بنوا حياتهم على العطاء ، فلذلك ليس الفرق بين المصلي وبين غير المصلي أن المصلي ناج من المساءلة يوم القيامة ، والذي لا يصلي سيحاسب ، هذه قضية إجرائية بعد الموت ، أما ما لم يكن هناك فرق في التصور ، في النفسية ، في التفاؤل ، في الثقة ، في معنويات مرتفعة ، فهذه الصلاة لم نقطف ثمارها ، و الحقيقة لا يليق بإله عظيم له أمر عظيم ألا نقطف ثمار هذا الأمر .
أحاديث نبوية في أثر الصلاة في المؤمن :
لذلك :
(( الصلاة عماد الدين )) .[الجامع الصغير عن عمر]
(( كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة )) .[أبو داود عن حذيفة ]
وكان يقول : (( أرحنا بها يا بلال )) . [ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد]
خلاصة الفروق بين المصلي وغير المصلي :
حينما تصلي تشعر براحة ، تشعر أنك أديت واجب العبودية لله عز وجل ، تشعر أنك تحت مظلة الله ، تشعر أن الله لا يتخلى عنك ، تشعر أنك في رعاية الله ، في حفظ الله ، في تأييد الله ، في توفيق الله ، تشعر أنك بأعيننا كما قال الله عز وجل :
( فإنك بأعيننا ) [ سورة الطور : 48]
أي ما لم تتبدل حياتك تبدلاً جذرياً ، ما لم تنعطف انعطافاً نوعياً بعد الصلاة فابحث عن صلاة ترفع معنوياتك .
الانهيار والضعف ، والشعور باليأس والخذلان ، والإحباط ، هذه الأمراض بدأت تستشري في المسلمين عقب النكسات المتلاحقة ، والتحديات المستمرة ، وكيف أن العالم كله يحارب المسلمين في شتى بقاع الأرض لكن المؤمن :
( من المؤمنين رجالُ صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وما بدّلوا تبديلاً ) [ سورة الأحزاب : 23]
كانت الإجـــابة بين ايدينا و نقرأها كل يوم ولكن ؟؟
قلوبنـــــا غافله!!
دمتم في حفظ الله ورعايته ...
مما راق لي..
الخميس مايو 05, 2011 9:18 pm من طرف همسة مكة
» سؤال للبنااات بس
الأربعاء يونيو 30, 2010 9:24 am من طرف kẵḓẵṥĦ ғøṥĦi
» أختبر نفسك
الثلاثاء يونيو 29, 2010 3:45 pm من طرف شذى الورد
» احدث فضائح و صور غادة عبد الرازق تجنن
الثلاثاء يونيو 29, 2010 3:39 pm من طرف شذى الورد
» وفاة الممثل والمخرج دينيس هوبر عن 74 عاما.اخبار
الثلاثاء يونيو 29, 2010 3:37 pm من طرف شذى الورد
» معاني الوان الورد
الثلاثاء يونيو 29, 2010 3:33 pm من طرف شذى الورد
» سجل حضوركـ هوون
الأربعاء يونيو 16, 2010 11:09 pm من طرف شذى الورد
» أدخلي كل يوم وسجلي حضورك..
الأربعاء يونيو 16, 2010 11:00 pm من طرف شذى الورد
» علمتني كيف أحـــــــــــــبك
الأربعاء يونيو 16, 2010 10:42 pm من طرف شذى الورد